22‏/7‏/2014

ريمي لوفو وآخرون.. السوسيولوجيا السياسة في المغرب - الجزء 2 -

 تعد السياسية المغربية في مختلف مراحل الدولة الحديثة والعميقة اهم ما بحث فيه الارث السوسيولوجي  الاجنبي في المغرب، فقد تتبعو تفاصيل العلاقات السياسية بين الملك والرعايا والقبائل، وكرسوا ابحاثا عديدة لدراسة هذا التركيب المعقد للمجتمع السياسي، ومن خلال جزئين سنتتبعد بعضا من ملامح السوسيولوجيا السياسية المغربية وخصوصا مع ريمي لوفو.
تعرفنا في الجزء الاول من هذا المقال ، كيف قرأ السوسيولوجييون الكولونياليين ، التغييرات التي شهدتها البنية السياسية بالمغرب ن وكيف ساهم تدخل الدولة في تغيير  انظمة تقليدية كانت سائدة في القبائل المغربية.
في هذا الجزء الثاني والاخير، سنتعرف اكثر على ملامح السوسيولوجيا السياسية من خلال استقراء ملامح نصوص كتبت حول هذا الغرض، وسنكشف كيف هيمن الملك على الحياةة السياسية بواسطة المؤسسات المخزنية التي اقتحمت المجتمع الاداري المغربي.

في كتابه " الفلاح حامي العرش "  الذي صدر سنة 1976، يصف ريمي لوفو استبداد وهيمنة الملك على الحياة السياسية بواسطة المؤسسات المخزنية، ويذكر في كتابه كيف استطاع الملك الحسن الثاني ، من خلال التحالف مع  النخب التقليدية، ان يتجاوز الحركة الوطنية التي كانت تستعد لحكم المغرب بعد الاحتلال الفرنسي. يحاول ريمي ان يقدم تفسيرا عن دور ذلك التحالف
في تهشيم واجهاض عمليات التحديث بالقدر نفسه الذي زاد من حدة التوترات الاجتماعية والسياسية. فلم تكن السياسات العمومية التي قادها النظام السياسي قائمة إلا على تعزيز الاشكال التقليدية للسلطة السياسية، وترويض الناصر المتمردة وتعميق شبكات الزبونية والاعيان. هذه الاستراتيجيات كما يعتقد ذلك لوفو مكنت القوى السياسية المحافظة من  الهيمنة على الحياة السياسية، وبالذات احتواء الاتجاهات والتيارات الاحتجاجية، وفي الوقت نفسه عطلت وجمدت انتشار القوى التغييرية البديلة. وهنا نذكر جماعة الحراطين   التي كانت غير مهيمنة وتنتمي الى الطبقات الدنيا في الهرم الاجتماعي، فهنا الجماعات الدنيا هي التي اسست لمستقبل الديمقراطية؛ وليس الاعيان القرويين، مستقبل يؤمن بنزع كل اشكال  التقليد والمحافظة المتجذران في المجال القروي.  لقد حاولت هذه المجموعات التشويش على  الميكانيزمات التقليدية والقرابية والامتيازات والزبزنية والمحافظة، وهذه كلها مفاهيم مفتاحية إعتمدت في كثير من التحاليل السوسيولوجيا السياسية لمغرب ما بعد الاستقلال. وفي كتابه " الفلاح حامي العرش" يرى لوفو كيف ان الفلاح يشكل الدعمة الاساسية للنزعة التقليدية في النظام السياسي والمجافع عن العرش الملكي، وريمي لوفو بذلك يدافع عن الاطروحة التي تعتبر ان التحالف مع الفلاح هو أهم ما يستند اليه لإستمرار النظام الملكي في التجربة السياسية المغربية. لقد كانت الفكرة الرئيسية لمشروع الدولة تحويل الادارة المباشرة الى تقنية وبمبدا تنظيمي لتنمية العالم القروي، وهي التقنية التي ستدفع برموز قروية عن طريق الانتخابات التمثيلية الى التواجد على رأس  الجماعات القروية المحلية، ومن ثم التواجد في البرلمان. لقد كان لذلك تأثير جذري على نمط الحياة الاجتماعية للبادية المغربية، وأصبحت الدولة واجهزتها تعتني بكل تفاصيل التسيير والادارة، بدءا بشأن الفلاح الديني، والانتماء وفض النزاعات القبلية، التي خصصت لها محاكم بدل الاليات التقليدية لتسوية النزاعات، واهتمت بتحويل الارض الى المجال الترابي والاداري على المستوى الوطنين مما أثر على نمط العيش القروي، لأن الارض اصبحت لها ابعاد مغايرة، إذ لم تعد ارض القبيلة  إنما جزءا من سياسية الدولة تتصرف بمنطق تحكمه فلسفة اعداد التراب الوطني، وتحكمه خلفيات التقطيع الانتخابي، بما يسمح بمزيد من الهيمنة ويفيد في خلق نخب موالية للدولة المركزية ومرتبطة بها وباهدافها وبرامجها ومشاريعها.
وكذا ومنه هذا كله يمكن اعتبار اعمال ريمي لوفو و واتبوري، واخرون الاطار التنظيري للسوسيولوجيا السياسية  و بالخصوص تؤسس لسوسيولوجيا الانتخابات.





اقرأ أيضا

ريمي لوفو وآخرون.. السوسيولوجيا السياسة في المغرب - الجزء 1- 












ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق