4‏/1‏/2015

العلاقة الاكاديمية بين علم الاجتماع والعمل الجمعوي .. بحث ميداني أجري سنة 2014 بجامعة إبن زهر


هذا المقال هو قراءة في العلاقة بين علم الاجتماع، والعمل الجمعوي، وقد استندت هذه القراءة على دراسة ميدانية على عينة من الطلبة في سنة 2014، أنجزها مجموعة من طلبة علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الانسانية بجامعة إبن زهر بأكادير المغربية.

يثير موضوع "انخراط طلبة علم الاجتماع في العمل الجمعوي " العديد من الإشكاليات الا كاديمية والميدانية بين علماء الاجتماع الدين يحللون اكاديميا التداخل بين السوسيولوجيا والعمل الجمعوي ،بينهم من يتفق على الترابط والتداخل الشديد ,ومن يتمسك بسلبية العلاقة  رغم ان علم الاجتماع والعمل الجمعوي يتبادلان المعرفة والتاثير , ونحن في بحثنا سنحاول القياس والوقوف على مدى ادراك طلبة علم الاجتماع لهده الاتجاهات، وهل في سلوك الطلبة ما يدعم سلبية او ايجابية العلاقة ؟
كما اسلفنا فان العلاقة بين علم الاجتماع والعمل الجمعوي موجودة ؛بل ان هنا ك من يعتبر هدا الاخير مجالا تطبيقيا لعلم الاجتماع ومعارفه ونظرياته، وللاكتشاف هده العلاقة فاننا نشير هنا الى ثلات اتجاهات توضح طبيعة وموقع العمل الجمعوي في علم الاجتماع ،وانطلاقا  من الفكرة التي تقول بضرور تدخل علم الاجتماع في المجتمع،وانه لابد ان يكون له دور في الحياة الاجتماعية ، ويستلزم الخروج به الى حيز التطبيق، كغيره من العلوم. لكن مختلف الاتجاهات التي نلخضها هنا ترى في علم الاجتماع ؛ في علاقته بالعمل الجمعوي، علاقة ليست بريئة؛ وغير واضخة، فالوظيفيون يرون في علم االجتماع علما نظريا خالصا ، ولا علاقة لعلمائه بتطبيق النظريات والمعارف المكتسبة منه، في ميدان العمل الاجتماعي، وهذا ايضا ماذهب اليه نسبة كبيرة من العينة التي شاركت في الدراسة؛ وهذا طبيعي لأن الأراء الوظيفية لها صدى  لدى طلبة علم الاجتماع،وكذلك الطلبة يفضلون ويرتاحون  للخلفيات النظرية ، كون اغلبهم من خلال الاحتكاك بهم، ومشاركته النقاش لا يفكرون في اكمال مسارهم في علم الاجتماع، وبالتالي فالحس التطبيقي ضعيف لدى الطلبة، أم الاتجاه الاخر في علم الاجتماع والذي تعد فكرته الاكثر تأثيرا ومحاكاة، نجد التيار الصراعي الذي يرى في العمل الجمعوي ، وسيلة للسيطرة وكبح المجتمع، بحيث يحافظ على الاستقرار،وتمرير نوع من الإيديولوجيات والافكار التي تمارس نوعا من العنف الرمزي، وهو اتجاه تناصره اغلبية  المبحوثين، وبالرغم بإقرار الاغلبية بايجابية العمل الجمعوي، فذلك متعلقة فقط  بدوره في تنمية قدرات الطالب، فقد وجدنا أن الذين قالو بايجابية العمل الجمعوي؛ لديهم تمثل سلبي ونظرة رفض للعمل الجمعوي، فبعضهم صرح في الاستبيان ان العمل الجمعوي  ليس له أي دور في المجتمع.
أم التيار الثالث، فهو علم الاجتماع التطبيقي  وهو اتجاه يرى ان علم الاجتماع لا بد أن يكون علمائه نفسهم المنظرين والمنفذين لهذه النظريات و المعارف، وهذا ما يميل اليه اغلبية الطلبة؛ والسبب في تبني  هذه الفكرة ، من خلال الأجوبة، هو ان علم الاجتماع بالنسبة اليهم مجال لممارسة وتنمية القدرات المعرفية، وهو حس ينم على فكر برغماتي لدى الطلبة.

من هذه الاتجاهات ،والبيانات  نجد ان العلاقة بيت علم الاجتماع والعمل الجمعوي، يمثلها الطالب والباحث السوسيولوجي، فكل يتبنى فكر معين، وبالتالي فإن العمل الجمعوي لم يجد بعد ما يجعله يرتبط اكثر بعلم الاجتماع.