3‏/12‏/2014

الأسرة و الاشكال البديلة للزواج الشرعي، وزواج الاجنبيات

تعد الاسرة أهم الثيمات الاكثر مناقشة من طرف علم الاجتماع المعاصر، نظرا لما تعرف من تحولات في الشكل والجوهر.، ولما لها من تأثير على تفسير التغيير الاجتماعي وحتى الاقتصادي و التوجهات السياسية، والاثر الثقافي في المجتمع.. في موضوعنا هذا " الاسرة في زمن العولمة"، وبإرتباط مع الموضوع؛ في هذا المقال سنتعرف على التنشئة الاجتماعية، وكيف خلخت العولمة بنية التنشئة التقليدية.




الاشكال البديلة للزواج الشرعي

يوجد شكلان رئيسيان من الزواج البديل، هما الزواج العرفي وزواج  المسيار، وبدرجة أقل زواج المتعة. زهناك جدل كبير حول مكاسب ومخاطر هذه الاشكال بالنسبة الى المجتمع عموما.
الزواج العرفي : يعتبره البعض "حلاً دينيا لحالات الصيام الجنسي" بسبب صعوبة وتحريم العلاقات الجنسية غير الزواجية.وعلى الرغم من سلامته من الناحية
الشكلية فإنه يتميز بعدد من الخصائص التي تجعل تبعاته وآثاره سلبية على المرأة والأسرة يشكل خاص، من ذلك؛ قيامه على المتعة، وعدم الدوام، والتنكر لحقوق الزوجة، وغياب الرغبة في الانجاب، وهناك ثلاث حالات كبرى يظهر فيها هذا النوع من الزواج:
 - ينتشر بين الشباب، وبخاصة طلاب الجامعات تحت ضغط ثلاث عوامل: الحاجة الى الجنسية الملحة، استحالة الزواج لصعوبات اقتصادية، والرغبة في تجنب الزنا والعلاقات الغير شرعية.
- دواع سياسية، حيث انتشر بين نشطاء الحركات الدينية السلفية الذين يعيشون في السرية، أو الذين هم في حالة مواجهة مسلحة مع الانظمة، ومهما يكن فهو يعبّر عن عدم الاعتراف بمشروعية الدولة وقوانينها ومؤسساتها، بل تكفيرها وتكفير الحكام وحتى المجتمع.
- ارتبط هذا الشكل أيضا بظاهرة السياحة الجنسية التي يقوم بها أهل الخليج نحو بعض البلدانالعربية، ويقصد بع اضفاء الشرعية على مرافقات السائحين. وفي هذه الحالة يقوم الزواج على عقد شفوي محدود المدة مقابل مهر او صداق.
زواج المسيار : ظهر هذا الشكل بالأساس في السعودية بسبب ارتفاع تكاليف الزواج. غير أن هناك من يرى او وظيفته الاساسية هي " إنهاء حال الصيام الجنسي لدى الفتيات السعوديات " بسبب تاخر سن الزواج لدواعي الدراسة والخروج من العمل. ويتميز هو الآخر بمجموعة من الأثار السلبية على المراة والاسرة والمجتمع منها : صفته السرية، وبقاء المرأة بين أهلها، وبالتالي فقدانها لأي حقوق والتزامات من قبل الزوج. لكن البعض يرى فيه ايجابيات مثل التغلب على العنوسة وصعوبة تعدد الزوجات ومنع الزنا.


زواج الاجنبيات .. العنوسة والطلاق

تتجلى المصاحبات السلبية للعولمة على الأسرة، فضلا عما أشرنا اليه في المقالات السابقة، من خلال مجموعة مؤشرات أخرى ربما نجد صعوبة في ربطها مباشرة مع هذه الظاهرة، لكنها تبقى مع ذلك ضمن الاستتباعات أو الافرازات غير المباشرة لها مثل إرتفاع معدلات الطلاق، وتأخر سن الزواج والعنوسة وتنامي زواج الاجنبيات وتراجع واضح في معدلات الخصوبة أو الانجاب. ففي الجزائر مثالا بينت الدراسات حديثة تطورا خطيرا في مجمل هذه المؤشرات؛ إذ قدرت نسبة العزوبة لدى الشباب بحوالي 60 %، بينما تراجع سن الزواج بشكل ملحوظ من 21 سنة عام 1970 الى 29 سنة 2004 بين الفتيات، ومن 31 الى 35 لدى الذكور،
ةارتفع عدد العوانس ليتجاوز مليون فتاة معظمهن من العاملات(700 الف)، بينما تراجع عدد الزيجات سنويا من 476 الفا سنة 1972 الى 200 الف نهاية السبعينات. أما نسبة الطلاق فقد بلغت 40 % من عدد الزيجات المسجلة، وهي نسبة عالية جدان فضلا عن ذلك سجل تراجع واضح في معدلات الخصوبة والانجاب قدر بثلاثة أضعاف في الفترة الممتدة بين منتصف السبعينيات وبداية الالفية الثالثة. تقدم هذه المؤشرات نموذجا محليا لكن يمكنه تعميمه بسهولة، وهي تعبر عن مدى عمق وحجم التحولات التي تعرضت لها الأسرة العربية ولاتزال الى اليوم، ولعل بعضها سوف يزداد حدة مع الوقت. وعلى الرغم من إعتقادنا بأن علاقة الإرتباط بين العولمة ومجمل هذه الظواهر ليست علاقة مباشرة أو سلبية. فإنه ذلك لا ينفعها إطلاقا،بل يعني أن هناك عوامل وسيطة بينها. من جملة تلك العوامل ما اشرنا اليه من تغييرات هيكلية على مستوى البنية الاجتماعية الكلية وعلى مستوى بنية الاسرة والنظام القرابي وعلاقتهما بباقي النظو زالمؤسسات الاجتماعية. لكن الحقيقة التي ينبغي الانتباه اليها هي أن استتباعات العولمة ليست متجانسة بل متناقضة ومتفاوتة في كثير من الاحيان، لذلك وجبت الإشارة الى الوجه الاخر لقطعة العملة، المصاحبات الايجابية، التي تمثل الفرص والحظوظ التي توفرها العولمة لتحقيق مزيد من التطور الايجابي في العلاقات الاجتماعية، والاسرية خاصة. من ذلك انتشار التعليم ووسائل التثقيف الجماهيري التي شملت أعداد متزايدة من النساء والاطفال، وتساعد في تكوين الشخصية، ورفع المؤهلات والمهارات الفكرية ةالتطبيقية مما يسمح للفئات الاجتماعية المستضعفة ، وتوسيع فرص المشاركة كأطراف فاعلين في العملية الاجتماعية. 



أنصحك بقراءة ايضا
 الأسرة .. في زمن العولمة  -الجزء الأول-
 الأسرة .. في زمن العولمة - الجزء الثاني -
 الأسرة .. وتطور أشكال الجنسانية