21‏/11‏/2014

الاسرة .. في زمن العولمة - الجزء الاول -

تعد الاسرة أهم الثيمات الاكثر مناقشة من طرف علم الاجتماع المعاصر، نظرا لما تعرف من تحولات في الشكل والجوهر.، ولما لها من تأثير على تفسير التغيير الاجتماعي وحتى الاقتصادي و التوجهات السياسية، والاثر الثقافي في المجتمع.. في موضوعنا هذا " الاسرة في زمن العولمة، سنتطرق الى الأسرة والتحولات التي عرفتها من خلال محاور هي:




1- تقديم : الاسرة ... في زمن العولمة
2- التنشئة الاجتماعية
3- تطور أشكال الجنسانية
   * الجنسانية قبل الزواج
   * الجنساني البغائية
   * الاشكال البديلة للزواج الشرعي
   *زواج الاجنبيات... العنوسة والطلاق

                                                       1 تقديم
                                            الأسرة في زمن العولمة

حظي موضوع العولمة وإولياتها ومصاحباتها المتنوعة بأهتمام لم يحظ به غيره من الموضوعات، رغم كونها " قضية خلافية " ولعل أول واهم معاني العولمة هو عولمة العالم، حيث أصبح العالم واحدا، لكن مازق العولمة ومفارقاتها الكبرى يتمثلان في
انهما لا يتحققان إلا من خلال تجزئة العالم الى كتلتين: الاولى متقدمة والثانية متخلفة بكل ما يحمل هذا التقسيم من تبعات. وتبدوا العولمو اليوم  ظاهرة مركبة بأوجه وأبعاد متنوعة، في كل مناحي الحياة؛ فإقتصاديا تظهر في عولمة آليات السوق وانماط الانتاج والاستهلاك وسيطرة الشركات العابرة للقارات والجنسيات.  وتتمثل ماليا في هيمنة المؤسسات المالية والمصرفية الدولية، وتدخلها باشكال مباشرة في تحديد سياسات الدول النامية .. نقديا وتجاريا، وممارسة الثأثير عليها. أما ثقافيا واجتماعيا، فتتمظهر من خلال عولمة القيم ،وانماط  السلوك وأشكال التعبير؛ في الفن والثقافة، بمختلف فروعها وعناصرها. ويشكل الاعلام و الاتصال الجماهيري والتكنولوجيا الحديثة دعما لهذه التمظهرات للعولمة الثقافية والفنية. كما انها تتجلى سياسيا في تدخل اطراف قوية سوءا اكانت دولة او دول او اتحادات في شؤون وقرارات دولية أخرى.. اما تنمويا فتعلب الاتفاقيات الدولية والمعاهدات وبرامج التدريب والتاهيل والمساعدات الفنية، تلعب دورها في عولمة التنمية ومسارها.
أدت هذه العولمة المشار اليها في المعنى السالف، الى صيرورة اتسمت بقوة دفعها نحو التماثل والتوحد، لم تقف المجتمعات والثقافات مكتوفة الايدي؛ بل كانت تبدي أحيانا اشكال من التمرد والمقاومة.. فظهرت جماعات وحتى تنظيمات بهدف الحفاظ على مصالح الدول التي اعتبرت العولمة تهديدا لها، فسعت الى التمسك بانماط السلوك والاستهلاك وأشكال الحياة... ولهذا تعتبر العولمة صيروة جدلية، وهو ما يتبن من خلال حديث البعض عن العولمة كحالة من " الفوضى واللامعيارية " ، بينما يرى فيها البعض الاخر ظاهرة غير مكتملة النضج، في حين يطلق عليها البعض " المرحلة الانتقالية "
وفي خضم التحولات التي عرفت اقطار العالم المختلفة والاسلامة العربية خصوصا، ادت العولمة وكل هذه التغييرات السياسية الاجتماعية والاقتصادية، الى عملية إعادة بناء النظام القرابي والاسري، ونظام الزواج، وبالتالي تعاد صياغة القواعد والاسس التي بموجبها يحدد المجال الذي يُختار ضمنه الازواج وتشكل الاحلاف، بحيث تتراجع بالتدريج تأثيرات  عوامل القرابة والانتماء الإثني والديني، وكذا عامل الفضاء الجغرافي حيث شهدت مصالح التقليدية المتعلقة بالمكان والزمان او المكانية والانتماء الاجتماعي، تراجع كبيرا ولم يعد له اثر في اختيار الازواج. فظهرت بذلك محددات اخرى لعملية أختيار كل زوج لشريك الحياة، فقداصبحنا نتحدث عن عوامل مثل المهارة والتأهيل والموقع في السوق والمصالح الحيوية الاخرى للمجتمع المفتوح المتعدد في البنية والشكل. أذن بإختصار أصبح المجتمع في تماس قوي مع العولمة في كل تجلياتها ومظاهرها، إذن نحن اما ظاهرة تشكيل سوق الزواج،وهي سوق قد تتسع وتضيق حسب الاوضاع والظروف بحيث تمتد من مكان العمل، والتعليم الى فضاءات جديدة تماما؛ فضاءات لا تَعٍْتَبِر حدود الزمان والمكان لسهولة التواصل. فأضحى الزواج بفعل هذه العوامل،مؤسسة عاليمة تخضع لشروط وتأثيرات السوق المعولمة. فالصحف أصبحت تفرد أبوابا لإعلانات الزواج، كما أن هناك وكالات متخصصة تعتبر وسيطة بين الازواج.
وبالتالي فأن هذه التحولات أدت الى تغييرات عميقة في بنية المجتمع وفي نظمه الاساسية، وفي طبيعة العلاقات بين بحيث هيمنة المصالح والاعتبارات المادية على البعد الوجداني والعاطفي، وصار الزواج وبناء الاسرة بمنزلة صفقة تجارية تقوم على حسابات الكلفة والعائد، حسابات تخضع لإعتبارات النجاح والارتقاء الاجتماعي للفرد وليس لإنشغالات الاهل.
إذن لا إختلاف على تأثير العولمة على المجتمع، وكذا تأثيرها على الاسرة وسنحاول من خلال محوارين التعرف على ثأثير العولمة على الاسرة
المحور الاول- التنشئة الاجتماعية
المحورالثاني - تطور أشكال الجنسانية
                * الجنسانية قبل الزواج
                * الجنساني البغائية
                * الاشكال البديلة للزواج الشرعي
                *زواج الاجنبيات... العنوسة والطلاق



 مقالات تتمة للموضوع

الأسرة .. في زمن العولمة - الجزء الثاني -



 الأسرة .. وتطور اشكال الجنسانية 



 الأسرة .. والأشكال البديلة للزواج الشرعي 




المقالات هذه مقتطفة من مجلة الفكر.. كتبها استاذ علم الاجتماع العياشي عنصر- جامعة قطر





                                                       


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق