15‏/7‏/2015

الايديولوجيا من "منظورية" كارل مانهايم || mannheim karl ideology



في تحليله للإيديولوجيا نجد ان كارل مانهايم mannheim karl، فإننا نلحظ تأثره بإرث كارل ماركس فالايديولوجيا عنده تأخذ معنيين:

1ــ المعنى الكلي : ( الايديولوجيا الكلّية) وهو يتعلق بالنسق الفكري قي كليته وعلاقته بالوضع الاجتماعي، او بعبيره : " البنية العامة لروح حقبة تاريخية او طبقة اجتماعية ".

2ــ  المعنى الخاص : ( الايديولوجيا الجزئية )  التي تنطبق على بعض مزاعم الخصوم وتطرح مشكلا سيكولوجيا تو بعبارة اخرى المنظومات الفكرية الفعالة.

لا ينفي كارل مانهايم ووجود ذلك التمايز الظاهري بين الايديولوجيا والطوبا، حتى لو سلم بأنهما تشتركان معا في مجاورة الواقع او عدم إمتلاكه، فبينما الايديولوجيا- في نظر خصومها- هي وعد بالمستحيل أي وعد باللاواقع المتوقع.
هكذا، إذا كانت الليبرالية تتناقض مع التطور، فإن الاشتراكية تتناقض بدورها مع منطق الحاضر بمجاورة الواقع. التهمتان معا صحيحتان، ولإيجاد تفسير لهذه المفارقة، حتى لا تكون الايديولوجيا والطوبا معا تنطويان على معايير ذاتية للترجيح، لا مناص من الاستسلام للمنظور النسبوي. والحق، أن مانهايم سوف يقلب معادلة ليقيم فكرته على أساس نسبي يقوم على المنظور وليس العكس. لذا يسمى البعض اتجاهه هذا بـ" المنظورية " في محاولة ليبعدوا عنه تهمة " النسبوية " ــ التي رغم ذلك اتهم بها كما رأينا. المنظورية تختلف عن النسبية في نظر مانهايم، لأن هذه الاخيرة فيها شيء من الميل الى الاعتقاد بالحقيقة المطلقة. في حين يقوم المنظور على اساس إستحالة إمتلاك هذه الحقيقة، وبناءا عليه؛ فإن الايديولوجية والطوبا كلتيهما صفتان ممكنتان لكل نظام فكري بحسب وضعه التاريخي وإطاره الاجتماعي, ليست الايديولوجية والطوبا إذن صفتين مطلقتين، بل هما صفتان ممكنتان، قد تخلعان على النظام الفكري  الواحد، لكن في اطوار تاريخية واوضاع اجتماعية مختلفة. وعليه، ليس ثمة مائز حقيقي للإيديولوجيا عن الطوبا في هذه الرؤية
" المنظورية " عند منهايم إزاء الواقع سوى ما يفرضه وضعهما التاريخي والاجتماعي. ولكنهما يظلان يمثلان وعيا مغشوشا للواقع. إن " المنظورية " في رأي منهايم ـ خلافا للنسبوية ـ كفيلة بأن تقيم العلم في المجال الاجتماعي، فالنزعة الديمقراطية الشديدة عند مانهايم، هي  ما دفعه للإستعاضة بالمنظورية عن النسبية، بإعتبار تلك اساس تحرر الانسان. من هنا دور النخبة المثقفة التحررية القادرة على التحرر من الاطر الاجتماعية للمعرفة، والقادرة على ممارسة النقد ، النقد المزدوج الذي بقدر ما يستفيد من النقد البيئي لمختلف المنظومات الفكرية، فإنه  لا يتقيد ببداهاتها باعبار ان تلك البداهات والاطر هي عارضة على الواقع، بوصفه مغييرا. والمعرفة الموضوعية إذن تتجلى في عملية إدراك هذه النظم المعرفية، بوصفها محددات آنية، فهي في ذاتها تحظى بالقدر ذاته من الانسجام الداخلي. لكن قيمتها النهائية ليست في مدى مطابقتها للواقع، بل بلحظتها التاريخية ووضعها الاجتماعي. وعليه فإن موقف مانهايم من  الايديولوجيا يختلف بشكل لافت مع وثوقيتهما. فنزعته الديمقراطية ستدفعه للإعتقاد بأهمية علم السياسة بالنسبة الى النخبة المثقفة والمتحررة، للذود عن الديمقراطية الاجتماعية. فلم تعد الايديولوجيا هي البؤرة المهيمنة عن نظرية مانهايم، حيث اصبحت ارضية إقلاع مناسبة بعلم اجتماع الثقافة، بل اساس للعلوم السياسة ايضا.

انتقادات ضد المظورية المانهايمية

 حسب جورج جورفيتش هناك اربعة مؤخذات على نظرية ماتهايم:

1 ان نظريته بقيت محصورة ضمن توجهات تزعم ان كل افق سوسيولوجي من شأنه ان ينال من صلاحية المعرفة ذاتها.

2 تتسم نظريته بهيمنة المسألة الايديولوجية

3 حصره للإنواع المعرفية، بالمعرفة السياسية المشذوذة بدورها الى المعرفة الفلسفية.

4 يعتبر أن النخبة المثقفة خليقة بإلغاء المفاعيل الاجتماعية للمعرفة



هناك تعليق واحد: