8‏/11‏/2015

كن سوسيولوجيا | 4 رؤئ يجب ان يمتلكها الباحث في علم الاجتماع


في سعينا الى تقديم بعض المهارات والادوات التي يجب أن يتسلح بها الباحث في علم الاجتماع؛ ضمن سلسلة اسميناها " كن سوسيولوجيا"، سنتوقف اليوم لنقدم لك 4 رؤى يجب على الباحث في علم الاجتماع أن يتملكها، من اجل إدارك شامل وعام ودقيق للظاهرة قيد الدراسةن وحتى يحيط بكل جوانبها، وبالتالي البناء الجيد والتحليل المتماسك يتحرى الموضوعية والمصداقية والعمق. وهذه الرؤى والمهارات الاربعة، يساعد إمتلاكها على جمع المعطيات وتنويع مصادرها، فالظاهرة او الواقعة او الفعل الاجتماعي، مركب وكلي، وكلما تشعبت المصادر والبيانات كان التحليل عميقا؛ وبالتالي موضوعيا أكثر وسليما ويعتد بتائجه وتوصياته.                                                              

وهذه الرؤى الاربعة هي:



1- الرؤية الرؤية السطحية:



وهذه الرؤية او النظرة، تمثل " الوصف السوسيولوجي"؛ الذي سنخصص له مقالا مستقلا نظرا لأهميته، غير ان هذه الرؤية وغن كانت في الحقيقة وصفا، فإنه هذا الوصف يشكل جزءا من هذه الرؤية، فالنظر السطحي للظاهرة الاجتماعية، يجب أن يكون شاملا ويحيط بكل الحيثيات، فالاضافة الى الجانب المادي الملموس الذي سنقوم بوصفه أدبيا، لا بد أيضا من حصر الجزئيات والجوانب اللاملموسة للظاهرة. والتي تتمثل في الافعال؛ والردود تجاهه، وايضا لابد من حصر كل المعطيات المحلية والوطنية والدولية التي تعاصر الظاهرة.

بخلاصة فالرؤية من السطح هي الاحاطة والحصر الشامل لكل المعطيات المادية وغير الملموسة والثأثيرات المباشرة والغير مباشرة لتلك الظاهرة في فترة التي نجري فيها البحث.





2- الرؤية  الى الخلف :


إن الظاهرة الاجتماعية، ككل الظواهر الاخرى النفسية والطبيعية والقانونية ... هي في لحظتها مرحلة من سيرورة لا منتهية لهذه الظاهرةن فالجبل الذي نراه اليوم بقمة  محذبة او مستوية، كان قبل سنين جبل بقمة حادة، وغنما تغيير بفعل عوامل الطبيعة والزمن. وكذلك الظاهرة الاجتماعية هي في حينها مرحلة من مراحل تلك الظاهرة، إما " بحدّة " او " أنها بدات تقل حدتها"، وبالتالي فنصف المعرفة للظاهرة يكمن في التاريخ، لذلك يقال ان علم الاجتما والتاريخ توأمان رغم اختلافها. فدراسة تاريخ الظاهرة - والتأريخ لها -  وتتبع سيرورتها عبر الزمن الماضي، هو إعتراف بشي مهم ، وهو عدم لحظية الظاهرة وبالتالي القطع مع الاحكام المسبقة والتيار الشعبي " ما سمعنا بهذا قط ". كما ان التأريخ للظاهرة هو إعتراف بالمبدا الفلسفي القائل بإستمرارية التاريخ، وهو أيضا التماشي مع مبدأ " التشيئية " لدى دوركهايم التي هدغها هو دراسة الظاهرة من الخارج عبر جعلها ممكنة الملاحظة، وبالتالي الابتعاد عن المعرفة الداخلية للظاهرة والتي هي الباب نحو الذاتية.

إن هذه الرؤية الى الخلف تمككنا من معطيات مهمة عن الظاهرة، و>لك لقياس خصوصا مداها في اللحظة التي ندرسها فيه، عبر مقارنتها بمراحل اخرى وبالاجابة على الاسئلة التالية:
- هل هي ظاهرة قديمة ام جديدة؟
- الى أي مدى هذه الظاهرة منتشرة؟
- هل تتقلص ام توتسع؟
- هل وقعها " حاد " ـم " متوسط" أم " ضعيف "؟
- ماهي خصائصها في تلك الفترة مقارنة بقترات سابقة؟
بخلاصة إن هذه الرؤية تحثنا إعتبار الظاهرة الاجتماعية بمثابة المستقيم، مجموعة من الفترات والتطورات، لا بداية لها ولا نهاية





3- الرؤية الى الامام :


قد تبدوا هذه الرؤية بمثابة غستنتاج، أو نظرتنا لمستقبل تلك الظاهرةن وهذا ليس صوابا فنحن لم نصل بعد الى النهاية لكي نصدر قراءاتنا المستقبلية، فهذه الرؤية يجب أن نعني بها المسار الافتراضي المتوقع لظاهرة ما بعد ان درسنا تاريخها، فلو وجدنا ان الظاهرة قي فترة تاريخية ما خافظت على حدتها الى الى غاية الفترة التي ندرسها فيها، وجب الاعتماد على قراءات ودراسات وتحليلات غيرنا لهذه الظاهرة لرسم خط يبين توقعات هؤلاء لمستقبل الظاهرة ولو خلال سنة بعد أن بحثنا فيها، فمثل هكذا رؤية تمكننا من مصداقية أكبر، فإذا  لم يكن نعي ما قيل عن الظاهرة في الاستشرافات عن الظاهرة؛ قد يجعلنا هذا نحكم عن استمرارية الظاهرة اسنوات طويلة، وهو في الاساس متوقع لها ان تختفي. او العكس قد يكون قيل في دراسة إن التحرض لن ينتهي حتى مع  إصدار القوانين وتجريمه، وتاتي انت دون الاحاطة بمستقبل الظاهرة وتستنتج زوال التحرش بعد سنة  كذا بمجرد ان الدول ستصدر قانون يعاقب على التحرش في تلك السنة.

بخلاصة الرؤسة الى الامام هو جعل الظاهرة معلقة بين المستقبل والماضين حتى تمنح لبحثك مجالا واسعا، فكلما اتسعت مصادر المعلومات والمجال الزمني للظاهرة كان التحليل دقيقا وموضوعيا، في علم الاجتماع لا تضييق مجال الدراسة، وإن  كان لابد  جغرافيا فلا تضييق على الاقل المجال الزمني.



4- الرؤية في العمق



لنقل إنها النتيجة لكل الرؤى السابقة، فبإستفاء تلك الرؤى يمكنك التعمق في الظاهرة، ولكن لحظة ما كنت لأقول لك الرؤى الاربع إذا كنت ساعتبر هذه الرؤسة نتيجة، إن هذه النظرة نتيجة ليست نتيجة بمعناها الخاص، إن قصدي أن إمتلاكك للرؤى السابقة يسهل عليك النظر الى عمق الظاهرة، ويكون ذلك بالاستعداد النفسي والفكري والعلمي، لتبحث في تلك الظاهرة، إن هذه الرؤية دعوة الى الموضوعية، فيجب على كل باحث أن يزيح كل الحواجز النفسية والايديولوجية والعرفية والدينينة والعائلية والانتماء الطبقي... وكل ما من شانه ان يجعله يقصي جانبا او معطا ما في دراسته للظاهرة.

بخلاصة الرؤية في العمق هو التغليب المطلق للرؤية الخارجية على الرؤية الداخلية، وهذا ما يدعوننا اليه دوركايم حيث قال بتشيء الظاهرة، فهذا ما يقصده ان نجعل الظاهرة بمثابة شيء وننظر اليه من الخارج.


هذه الرؤى هي إجتهاد منا لشرح الاسس العامة للتعامل البسيط مع الظاهرة، تلك الاسس المخفية وراء نصوص وكتب غامضة. لذا ندعوك الى الحرص على تمثلها لكي تتحلاى الموضوعية.


شارك الموضوع مع اصدقائك ولا تنسى التفاعل مع الموضوع بالتعليق وإبداء رأيك


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق