25‏/6‏/2014

روبير مونطاني يطلق على الأمير الخطابي لقب" بونابرت البربري"








كان للحرب التي خاضها الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي صدى تجاوز المغرب ليصل إلى العالم العربي والعالم بأسره،وأصبح الأمير بطلا ثوريا في أعين كل ثوار العالم من ماوتسي تونغ إلى تشي غيفارا وغيرهما، كما أصبحت خططه الحربية تعتمد في حرب العصابات في العالم بأسره.عندما بدأت فرنسا تخشى عن نفسها من أن تكوُّن دولة امازيغية على حدود المنطقة التي تحتلها، فسارعت باريس إلى مساندة إسبانيا من اجل الحد من توسع نفوذ عبد الكريم الخطابي. فالبداية عمد القوات إلى افتعال المشاكل والقلاقل للخطابي في مناطق    نفوذه. لكن الخطابي تمكن من التصدي لكل تلك الاستفزازات                     

وفي سنة 1925 قامت فرنسا واسبانيا بمهاجمة قوات محمد بن عبد الكريم الخطابي وتمكنا من التغلب عليه، وأسره بعدما حولت القوات الاستعمارية الري غالى نار، وقد استعملت في هذه الحرب الغازات السامة.                          

ويروي الباحث الفرنسي، روبير مونطاني ، < أمير الريف>  الذي أطلق عليه لقب " بونابرت البربري" أنه قاد حربا شديدة الضراوة مع  الأسبان الذين كان الخطابي يكرههم،و أنه حتى عشية استسلامه قام بإعدام عددا من الضباط الأسبان لأنهم قاموا بقتل نساء وأطفال من أجدير موطن ولادته. وقال روبير مونطاني إن الأمير  الريفي كان أكثر إنسانية تجاه فرنسا، والسجناء الفرنسيين،                

 في 26 من مايو عام 1926، سلّم محمد بن عبد الكريم الخطابي نفسه للفرنسيين، مفضلا تسليم نفسه للأسبان الذين يكنون له الحقد، وهو يعلم أن تسليمه نفسه للقوات الاسبانية يعني إعدامه، لذلك اختار أخف الضررين فاختار الاستسلام لفرنسا، وكان يأمل الأسبان أن تسلمه فرنسا لهم، لكن القوات الفرنسية لم تقم بذلك، ما أثار سخطهم، وقررت فرنسا فيما بعد نفيه الى جزيرة لارينيون، وقال روبير في كتابه " ثورة في المغرب " الصادر في 1951 ، إن الأمير عبد الكريم الخطابي ظل ممتنا لفرنسا ودورها في إنقاذ حياته ، وقال إن الخطابي عرض على فرنسا مشاركة أبنائه إلى جانبها في حربها مع النازيين سنة 1939، وجدد نفس المقترح للجنرال دوغول في عام 1943.                                      

وبعد أن بدأت خطورة حزب الاستقلال، مدعوما من القصر، تظهر و تقف في وجه المشاريع التي يقوم بها المستعمر، فكرت فرنسا في لعب زرقة الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي ، وفق ما يقوله مونطاني، فقد أرادوا الاستعانة به لمواجهة  هذا المد الوطني بقيادة حزب الاستقلال، فقررت فرنسا أن تعيد الخطابي إلى باريس لأهداف سياسية، لكن خلال عملية نقله من لارينيون إلى باريس، تمكن الهرب عندما حل بقناة السويس. إذ عندما كان بقناة السويس زار وفد من الاستقلال ، قال له إن المغرب والقصر يرغبان في أن يدعم حركة المقاومة المغربية ضد فرنسا، وبالتالي فشل مخطط فرنسا السياسي، ولم تستطع جعل الخطابي يدعمها ضد الحركة الوطنية.                                         
بقي الخطابي بمصر ولم يعد حتى عند حصول المغرب على الاستقلال في 1956، مكث في مصر حتى مات بها سنة 1963. وأقيمت له جنازة فخمة، من قبل الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر.          



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق