5‏/2‏/2016

العري في الفنّ ..



في القديم الغابر وتحديداً في اليونان القديمة ، كان "العري في الفنون" عُنصراً جمالياً واضح المعالم ومحرّكاً فعّالاً للغريزة الجنسية . جسّد هذا المكوّن المثُل العليا للجمال الذي كانت معاييره تتغيّر حسب العصور وحسب الذوق الجماعي عند كل شعب وحسب خصوصية كل متلقي .
الجنسوية (Sexuality) المستوحاة من التصاوير والمنحوتات، اوصلت هذا النوع من العري (Nude genre ) الى اسمى مراتب التقدير والاحترام ، كما وضعته في قفص الاتهام والرفض والادانة الى ان تمّ تحريمه في الحقبات التي ساد فيها التَزَمُّت والاستبداد الديني لكن البعض بقي يستمتع بهذا النوع من الفن ويواظب على خلق او امتلاك التحف الفنية .
في الآونة الأخيرة، فانّ دراسات "العري في الفنّ " كصنف فني (Artistic genre) بدأت بالتركيز على التحليل السيميائي (semiotic analysis)، خاصة في العلاقة بين العمل والمتلقي، كذلك في دراسة العلاقات بين الجنسين . علماً ان الحركة النسوية انتقدت كثيراً استخدام جسد الانثى لاغراض لا تمتّ الى المعنى الحقيقي بصلة كي تقطع الطريق امام تكريّس الهيمنة الذكورية كما حصل سابقاً ويحصل في المجتمعات الغربية . لذلك ساهم فنّانون مثل " Lucian Freud " و " Jenny Saville " في ابتكار نوع جديد من العري الفني البعيد من المثالية ، هدفه الابتعاد عن المفهوم التقليدي للعري ، باحثين عن " ماهية " ابعد من المفهوم التقليدي للجمال والاخلاق والاجناس .
العري الفني حالياً ، اصبح مقبولاً في معظم المجتمعات خصوصاً الغربية منها ، كما اصبح اكثر انتشاراً عبر وسائل التواصل والسينما والتصوير الفوتوغرافي والاعلام وغيرها ... فتحوّل الى عنصر رمزي "an emblematic element" اكثر منه الى مشهد ثقافي بصري للرجل والمرأة المعاصريْن دون ان ننسى ان العديد من البشر في بعض الأوساط الاجتماعية مصابون برهاب التعري " nudofóbia" اذ لا تزال هذه المجموعات تعتبره في الفن من المحرمات بسبب الأعراف الاجتماعية والتربوية والدينية السائدة .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق