في هذا الجزء الاخير من قراءتنا في سوسيولوجيا المجتمع المغربي، عند بول باسكون، سنتطرق الى تفاصيل مثير عن المجتمع المغربي الذي إعتبر باسكون، مجتمعا مركبا بإمتياز وهي الاطروحة التي سيدافع عنها من خلال طرح عديد النقط المهمة، وينطلق من ثيمة التضامن ليبني حججه على هذا الطرح، فالتضامن عند باسكون هو المفتاح و يعتبر معرفة حيثياته ، الطريق الى كتابة تاريخ المغرب.

يخلص باسكون مفهوم المجتمع المركب في غياب الرؤية المجتمعية زمشروع مجتمعي له مايكفي من المصداقية ما يجعله خيارا واضحا وقابلا للتطبيق. من دون هذا البديل سيستمر منطق المجتمع المركب حضوره طالما بقي المجتمع المغربي يستعير وينتج خطابا تلفيقيا مجتزأ من بدائل منتقاة من كل اتجاه، وتلك هي مواصفات المجتمع المركب بإمتياز.
الحقول البحثية التي فتح اوراشها بول باسكون من قبيل دار اليغ في الجنوب المغربي ، تكشف تقاطع اسئلة التاريخ الاجتماعي واسئلة اعداد التراب، كما تبين مدى تأثير النموذج التحليلي القروي الذي ورثه باسكون عن السوسيولوجيا الكولونيالية كنزعة نظرية في تحليل المجتمع المغربي إنطلاقا من بواديه وهوامشه. هذا التوجه نفسه الذي سينتقده باسكون حيث إعتبر ان الباحثين المنبهرين مازالو يلهتون وراء اكتشاف العالم القروي، فيما حياة اجتماعية أخرى بدات بالظهور والتعاظم في السهول والمدن .وليس معنى هذا أن هذا الجيل لم يكن يهتم بالمجال الحضري وإنما كان الغرق في استنتاجات جاك بيرك يدفعهم للعالم القروي بحثا عن اجوبة عن السؤال: لمتذا ومتى تهشم التاريخ الاجتماعي المغربي؟ معتقدين أنه إنطلاقا من البادية المغربية يمكن إطلاق وتفعيل مشروع تلريخي يمنح بديلا له ما يكفي من المصداقة لمواجهة الهيمنة الراسمالية الخارجية، وهو المشروع الذي لم يكن متوافرا برأي باسكون في مرحلة السبعينيات، حيث شبه تلك المرحلة بما كان عليه الوضع في بداية القرن العشرين.
اقرأ
أيضا
|
|
بول
باسكون: النبش في المجتمع المغربي وطبقاته – الجزء الاول-
|
|
بول
باسكون: النبش في المجتمع المغربي وطبقاته – الجزء الثاني-
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق