10‏/7‏/2014

بول باسكون: النبش في المجتمع المغربي وطبقاته - الجزءالثاني -



كان بول باسكون  يعتبر ان سوسيولوجيا المراكز الصغرى، متخلفة عن مواكبة التحولات الاجتماعية ؛ التي تعتمل في تلك المناطق يصف تلك التحولات بأنها عنيفة بسبب عمليات الهجرة إليها، بعد فشل البادية في استيعاب بعض الفئات كالفلاحين او المهاجرين خارج المغرب، والذين اضطرروا الى الاستقرار في تلك المراكز ، بدل المدن الكبرى، بحثا عن حياة بديلة. لقد تم خلق هذه المراكز الصغرى على خلفية سياسية اكثر منها اجتماعية،غير أن الووجود الاجتماعي انطوى على توترات حادة بسبب البطالة والمخدرات والفساد، أدى الى بروز نظام اجتماعي هامشي. فالبادية مهددة بهيمنة منطق السوق، وهي تتعرض شيئا فشيئا للإفراغ ، ويجري البحث عن بدائل وادوار جديدة للمراكز الصغرى لأنها أصبخت تلعب دورا سياسيا متناميا.
ينطلق بول باسكون من تنوع المجتمع المغربي الذي يعطي الانطباع بتعدد ثقافاته، وتعايش أنماط اجتماعية تنتمي الى مرجعيات تاريخية تمزج بين القديم والجديد في تناغم قل نظيره. هذا التعايش بين التقليد والحداثة يعكس مفارقات وتعارضات، من غير الممكن تحليلها بالاعتماد على استنتاجات تبسيطية إثنيةتتم مقابلتها في الغالب مع العامل الثقافي. فصحيح أنه منذ ميشو بلير ومن جاء بعده، خصوصا مونتاني، ساهمت التعارضات عرب / امازيغ، بلاد المخزن / بلاد السيبة، لاشرع/ العرف، الاستبداد/ الديمقراطية، ساهمت في تقديم إجابات سهلة ومختزلة. إن ذلك لم يتم براي باسكون إلا بنوع من التأمل والتجاوز المعرفيين لمجمل الاستنتاجات التي وصلتنا بطرق متعددة.
وفي الحقيقة تمة نماذج متعددة من التنظيمات الاجتماعية المكتفية بذاتها والمتصارعة في قلب المجتمع ، لا يتعلق لاامر بمجتمع محدد بل بمظاهر جزئية لمجتمعات عدة تتعايش في الزمان والمكان نفسيهما. بناءا على هذا التحليل ينتمي فرد بعينه، في الوقت نفسه وحسب سلوكاته وتوجهاته الى مجتمعات متعددة. النماذج تبين ثقل التاريخ وحضوره، لا يمكن باي حال توقع مواقف الافراد. فتارة تهيمن التقنية وتارة العلاقات الاجتماعية، ومرة  الموسسات وملرة الثقافة، واحيانا التعاقدات ن واحيان أخرى الاخلاق أو  التقاليد أو المعتقدات، الرموز او الايديولوجيان وهكذا يقع المجتمع في نمط الاستلاب العام. ما يحصل في المغرب من جراء الحرص الشديد على وحدة الجسم الاجتماعي، فالمجتمع يتستر على الاشياء الجديدة بالكلمات القديمة. هكذا هو حال عدد من القواعد والموسسات العرفية، غير خاف أن كل هذه المعاني يمكن ردها الى مجتمع محدد، قد يفسر هذا المظهر من مفاومة المصطلح للتطور الاجتماعي ووضع العراقيل امام تزضيح للاوضاع السوسيوتاريخية.

.....يتبع...    ...




اقرأ أيضا

بول باسكون: النبش في المجتمع المغربي وطبقاته – الجزء الاول


بول باسكون: النبش في المجتمع المغربي وطبقاته – الجزء الثالث-