يعتبر كتاب الدعارة الحلال، اكثر الكتب جراة فقد اختار فيه صاحبه عبدالله كمال، أن يصدم المسلمين القابعين التائهين بين الحلال والحرام في الجنس، فعنوان الكتاب" الدعارة الحلال" جاء لعبر عن اشياء نتحدث عنها دون الجرأة على قولها علنا، ولذلك تعرض الكتاب للمصادرة والمنع في عديد الاقطار، بدعوى ان الكتاب فيه توجيه صريح الى الزنا وحث على الرذيلو بمسميات شرعية، رغم أن الكاتب المصري غنما تحدث عن اشكال من الزواج السري الذي يتخذ اسماء أخرى، حتى لا يتصف بالرذيلة ويصبح من باب الزنا موجبا للتحريم.
يقول الكاتب في معرض كتابه، أن ظاهرة الزواج السري منتشرة في المجتمعات العربية، غير انه يقع تحت اسماء أخرى بعضها يجد سنده في الشريعة الاسلامية، فهو يعرف بإسم الزواج العرفي في مصر وبعضه يعرف بإسم زواج المتعة وأحدثه ظهر في السعزدية ويسمى زواج" المسيار" وصار غطاء لعلاقات جنسية خاصة جدا.. فيما يمارسه لاارانيون تحت اسم" المسيغية" وهي لا تواجه عندهم أي رفض ديني، رغم أن أحد آيات الله في الجمهورية الاسلامية اعتبرها دعارة، فيما غرق فيها اخرون استنادا الى فتوى علماء الدين، رغم ان القانون اليعترف بها وبعض الشيوخ لا يقبلونها، والقساوسة يحرمونها. كتاب الدعارة الحلال" تدور فصوله حول" المتعة تحت المنبر" و : الخليعة الشرعية" و" الافراج الجنسي" ، ز " عقود الزنا" ... كما يتضمن عددا من الحكايات والقصص الحقيقية، وعشرات مثلها من الفتاوي لبعض الفقهاء والاراء القانونية، ينطلق الكاتب عبدالله كمال في تقديم مؤلفه برواية نكتة، التي اعتبرها نكتة جادة وليست نوعا من المزاح... لكن هذه النكتة ضرورية جدا في البداية لانها بالفعل تخلص أزمة حقيقية وواقعا مراً وتناقضا فادحا تعانيه العديد من المجتمعات المسلمة، ويحاول هذا الكتاب أن يرصده ويرسم ملامحة.
تقول النكتة: إن مجموعة من المصلين فاجأت رجلا يضاجع إمراة تحت منبر أحد المساجد... فهاجت مشاعرهم.. واستفزتهم هذه المهزلة الاخلاقية الدينية وهجموا على الرجل وكادوا يفتكون به.. لكنهم قبل ان يضربوه صرخوا في وجهه: ويحك .. أليس لك دين؟ .. فاجابهم الرجل: بلى.. ولكن ليس لدي منزل..!!
إنها نكتة دينية جريئة، ساخنة لاذعة وقاسية، وهي بالاجمال أي النكتة، قلب وعقل ومنهج هذا الكتاب، فهي تعبير عن مشكلة مزمنة في مصر وايران والسعودية وغيرها من الدول الاسلامية، يتعلق الامر بمشكلة الفارق الزمني بين البلوغ الجسماني ومرحلة النضج الاجتماعي.... المرحلة الاولى يصل اليها الانسان، اي كان ذكرا او انثى لأسباب فزيولوجية، والمرحلة الثانية يجد الكثيرون صعوبة بالغة في بلوغها لاسباب اقتصادية واجتماعية معقدة وطاحنة.
بين نقطة نمو الالحاح الجنسي وضغوط الحاجة الغريزية، والقيود التي يفرضها الواقع لاخلاقي والعقيدة الدينية والحصار الاجتماعي والاقتصادي. ذلك الفارق بين المرحلتين الذي خلق هذه النكتة ،وخلق بالتالي موسسة الزواج غير التقليدي في مصر.إن تعبير " الدعارة الحلال" مثير غلى حد بعيد، كما ان كلمة " مؤسسة" تثير بدورها الدهشة.. ولكن هذا هو الواقع وبدون اضافات، فالمؤسسة موجودة لأن لها عقيدة، ورؤية وشرعية، وموظفين، وزبائن ومحامين ومحاكموضحايا، وابناء ويعترف بها الكثيرون، وملموسة رغم أن هناك من ينكرونها ويهاجمونها.
وكتاب " الدعارة الحلال" حسب صاحب عبدالله كمال، لا يحاول الاجابة على التساؤلات التي يطرحها هذا العنوان المثير، بل إن وظيفته هي شرح ذلك التناقض الذي يجعل من الدعارة بكل ما فيها من تحريم، أمرا حلالا في نظر من يمارسونها.
بين نقطة نمو الالحاح الجنسي وضغوط الحاجة الغريزية، والقيود التي يفرضها الواقع لاخلاقي والعقيدة الدينية والحصار الاجتماعي والاقتصادي. ذلك الفارق بين المرحلتين الذي خلق هذه النكتة ،وخلق بالتالي موسسة الزواج غير التقليدي في مصر.إن تعبير " الدعارة الحلال" مثير غلى حد بعيد، كما ان كلمة " مؤسسة" تثير بدورها الدهشة.. ولكن هذا هو الواقع وبدون اضافات، فالمؤسسة موجودة لأن لها عقيدة، ورؤية وشرعية، وموظفين، وزبائن ومحامين ومحاكموضحايا، وابناء ويعترف بها الكثيرون، وملموسة رغم أن هناك من ينكرونها ويهاجمونها.
وكتاب " الدعارة الحلال" حسب صاحب عبدالله كمال، لا يحاول الاجابة على التساؤلات التي يطرحها هذا العنوان المثير، بل إن وظيفته هي شرح ذلك التناقض الذي يجعل من الدعارة بكل ما فيها من تحريم، أمرا حلالا في نظر من يمارسونها.
أنصحك بقراءة ايضا
|
|
كتاب " الحقيقة الغائبة " الذي قتل صاحبه فرج فودة
|
|
النخب الساسية كموضوع سوسيولوجي - الجزء 1 -
|
|
ريمي لوفو وآخرون .. السوسيولوجيا السياسية بالمغرب - الجزء 1-
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق