25‏/7‏/2014

كتاب " الحقيقة الغائبة " الذي قتل صاحبه فرج فودة


في الثامن من يونيو عام 1992، اقتطع التلفزيون المصري برامجه ليعلن لخبر المأساة. شابان ينتميان الى احدى الجماعات الاسلامية في مصر، اقدما على اغتيال الدكتور فرج فودة أثناء خروجه من مكتبه بمدينة نصر. وقعت الجريمة بحضور احد ابنائه، فيما لاذ المجرمون بالفرار قبل أن تعتقلهم الشرطة مساء ذات يوم الجريمة.
في بداية التحقيق وجه الاتهمام في وضع خطة الاغتيال فودة من وراء القضبان الى " صفوت عبدالغني " احد عناصر تنظيم الجهاد المتهم ايضا بإغتيال الرئيس المصري السابق انور السادات، وهو ابرز عناصر ما يسمى بالجناح العسكري لتنظيم الماعة لااسلامية، قبل ان يعود في رأيه بعد سنوات من الاعتيال ليقر بخطا الجماعة في تبني أعمال العنف والقتل وترويع الامنين واعتبر القتلى شهداء.

كتابات فرج فودة

غالبا ما أثارت كتب الدكتور فرج فودة حنق الجماعت الاسلامية في مصر، وذلك بالنظر الى أنها ثناقش قضايا حساسة تدخل ضمن خانة الطابو. وكتابه "الحقيقية الغائبة" هاجم فيه عددا من الخلفاء الذي مروا على حكم المسلمين، منذ زمن الخلافة الراشدة وصولا الى الملك العاض إبان فترة حكم الامويين، كان كتابه هذا "الحقيقة الغائبة" اخر مسمار يدقه المتطرفون في نعشه، من داخل السجن، وذلك لأن ما اعتبره فودة حقائق غائبة عن امة المسلمين، وما انكروه اعتبره المتطرفون خدشا ومسا بصورة الخلفاء. قبل الجريمة فطن الدكتور فرج فودة الى واقع الصدمة التي سيحدثها الكتاب، فكتب قائلا: < < هذا
حديث سوف ينكروه الكثيرون، لأنهم يودون أن يسمعوا ما يحبون، فالنفس تأنس لما تهواه، وتعشق ما استقرت عليه، ويصعب عليها ان تستوعب غيره، حتى لوتبينت انه الحق، ـو توسمت فيه الحقيقة... هذا الحديث تاريخ وسياسة وفكر وليس حديث دين وايمان وعقيدة.. وليس حديث اسلام، بل حديث مسلمين، وهو قبل ذلك حديث قارئ يعيش في القرن العشرين وينتمي اليه عن احداث بعضها يعود الى الوراء ثلاثة عشر قرنا أو يزيد.. الحديث صعب على من يعيشون وينتمون الى واقع ما قبل ثلاثة عشر قرنا، ويقيمون من خلال معايشتهم وتبنيهم لذلك الواقع أحداث حاضر القرن العشرين، حديث يرى أنه بوفاة الرسول استكمل عهد الاسلام وبدا عهد المسلمين، وهو عهد يقترب م الاسلام كثيرا وقد يلتصق به، وقد يبتعد عنه كثيرا وقد ينفر منه..>>. في كتابه " الحقيقة الغائبة يعتبر فرج فودة ان " أي انسان يقود بعزدة الخلافة إنما هو يسعى إلى حكم ديكتاتوري عتيق فاسد وعفن، وسوف يجر الويلات على نفسه ةعلى البلاد، ويكفي ان تطلع على ترجمات وقصص حياة هؤلاء الخلفاء من أمهات الكتب الاسلامية حتى تشمئز النفس من أعمالهم القبيحة ووحشيتهم في معاملة المسلمين"

يقدم صاحب الكتاب، نماذج لفساد حكم الخلفاء، من خلال الخلافة الاموية، بعد حديثه على الراشدين، فيقول:" ما إن تولى يزيد بن الملك بن مروان الاموي، فملأ خلافته مغاني وشرابا وموجونا ةخلاعة اربع سنوات في الحكم، اتى بأربعين شيخا فشهدوا له ما الخليفة على حساب ولا عذاب"- تاريخ الخلفاء- السيوطي.. ام الخليفة الوليد فقد حاول نصب قبة فوق الكعبة ليشرب الخمر فيها هو ورفاقه اثناء الحج وللكن حاشيته اقنعوه ألا يفعل.
واستنادا الى كتاب | الخلافة الاسلامية| لصاحبه محمد سعيد العشماوي، نقل صاحب " الحقيقة الغابة فرج فودة انه:" في عهد الخليفة المولى سليمان بن عبد الملك كثر في المدينة  عدد المخنثين، فأرسل سليمان الى أبي بكر والى المدينة كتابا يقول فيه: "أحصي عدد المخنثين" فوقعت النقطة على الحاء فأصبحت " اخصي المخنثيبن" فأطاع الوالي الامر وخصى كل المخنثين في المدينة.
ونماذج اخرى كثيرة، لكن هذه الحقائق قتلت صاحبها، ومنع كتابه بامر من الازهر.



أنصحك بقراءة ايضا
 قراءة في كتاب "الدعارة الحلال" لعبدالله كمال
 إحصائيات وارقام عن دعارة المتزوجات بالمغرب
 المهدي المنجرة : الحرب على العراق دفاع عن نسق القيم