يعتقد المستشار السياسيّ والمؤلف جيرمي ريفكن أن خلق شبكة انترنت عملاقة سوف ينشر نظاماً اقتصادياً جديداً من شأنه أن يقدم حلاً لتحديات الاستدامة في المجتمع، إنّ النظام الاقتصادي الحالي في طريقه إلى الإنهيار كما يقول ريفكن.
صحيفة الجارديان, الجمعه 7 تشرين ثاني 2014
سوف تشهد الرأسمالية في عز لحظة انتصارها المطلق الانهيار الأكثر غرابةً، ذلك اعتقاد المستشار السياسي والمؤلف جيرمي ريفكن الذي يدّعي أن النظام الحالي نجح جداً في خفض تكلفة الانتاج لدرجة أنه خلق الظروف المناسبة لتحطيم الشركة التقليدية المتكاملة عمودياً.
ريفكن الذي عمل مستشاراً للاتحاد الأوروبي والبرلمان الأوروبي ورؤساء دول من بينهم المستشارة الألمانيه انجلا ميريكل يقول:
” لا أحد حتى في أغرب أحلامه ولاحتى الاقتصاديين ورجال الأعمال استطاع أن يتخيل امكانية حدوث ثورة تكنولوجية فائقة الإنتاجية لدرجة أنها تستطيع تقليص التكاليف الهامشية إلى الصفر تقريباً، مما يجعل المنتجات تقريباً مجانية و متوفرة بكثرة و لاتتبع قوى السوق أبداً”.
سوف تنهار العديد من الشركات الكبيرة التي تصارع للبقاء تحت وطأة المنافسة مع الشركات الصغيرة والتي ليس لها مصاريف تشغيلية ثابتة نظرياً، نحن نشهد الانتصار الاخير للرأسمالية الذي سيتبعه مرحلة الخروج من العالم ومن ثم دخول “المجتمعات التعاونية ” كما يتوقع رفكن.
إنشاء المجتمعات التعاونية:
ويعتقد ريفكين أن من حطام النظام الاقتصادي الحالي سينشأ نموذج جديد كلياً كنتيجة للسرعة المدهشة للتجديد في مجال الطاقة والاتصالات والمواصلات.
“هذا هو أول اقتصاد جديد منذ ظهور الرأسمالية والاشتراكية في القرن التاسع عشر لذا فهو حدث تاريخي مميز وسوف يحول طريقة حياتنا جذرياً خلال السنين القادمة، هو موجود فعلاً ولكن نحن لم نحدد معالمه بعد”. كما يقول رفكين.
بعض القطاعات مثل الموسيقى والإعلام تم زعزعتها بسبب قدرة الانترنت على السماح للافراد والمجموعات الصغيرة بالتنافس مع النافذين الكبار في هذه الصناعة، في نفس الوقت، إن نشر الطباعة ثلاثية الأبعاد والتكنولوجيا المتقدمة في اللوجستيات مثل تركيب بلايين المجسّات الذكيّة في خطوط الانتاج – يعني أن هذه الظاهرة أصبحت تنتشر من العالم الافتراضي إلى العالم المادي حسب رفكن.
التغيّر المناخي:
إنّ خلق النظام الاقتصادي الجديد، سوف يحسن من متطلبات الاستدامة مثل التغير المناخي و شح الموارد ويخفف الضغط عن الموارد الطبيعية لأنه سيحتاج إلى القليل من الطاقة والموراد والعمل ورأس المال.
و يقول أنّ القليل من الناس هم واعيين لدرجة الخطر الذي يواجهه الجنس البشري، وخصوصاً التسارعات الكبيرة في المناخ والتي تؤدي إلى طقسٍ متطرّف.
ترجمة سامية عامر
مراجعة عيسى حسن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق