10‏/7‏/2016

علم الاجتماع والحب بعض نظريات علم الاجتماع




ذكر أبراهام مازلو - Abraham Malsow" إنه لمن المذهل، مدى ضآلة ما تقديم العلوم التجريبية لموضوع الحب . والغرب من ذلك سكوت علماء النفس، وإذا ما تحدثت عنه الكتب الدراسية فى علم النفس والاجتماع، فغالبًا ما تتناول الجانب الكئيب المثير للسخط، إذ كلاهما لا يعترف أصلا بالموضوع.

ويشرح بتيرم سوروكين - Pitirim Sorokin، عالم الاجتماع بهارفارد الذائع الصيت فى كتابه: " طرق الحب وسلطانه "، لماذا يشعر بأن العلماء قد تجنبوا طويلا مناقشة الحب؟
فيقول: " لا تؤمن عقولنا الحسية بسلطان الحب إذ يبدو لها شيئا وهميا . فنسميه خداعًا نفسيًا، مخدرًا لعقول الناس، هراء مثاليًا، تضليلا غير علمى .إننا نتحيز ضد جميع النظريات التى تحاول أن تثبت سلطان الحب، والقوى الإيجابية الأخرى فى تقييد السلوك الإنسانى وتحديد الشخصية، فى التأثير على مجرى التطور البيولوجى والاجتماعى والعقلى والأخلاقى، فى التأثير على اتجاه الأحداث التاريخية، وفى تشكيل سمات المؤسسات الاجتماعية والثقافية.. هذه الأمور تبدو غير مقنعة فى المحيط الحسى، وغير علمية ومتحيزة، وخرافية ". 

وحاول عالم الاجتماع الشهير " بيتيريم سوروكين " الأستاذ بجامعة هارفارد، أن يفسر فى كتابه : " طاقة الحب ومسالكه " تصوره نحو تجاهل العلماء طويلا مناقشة موضوع الحب، فيقول : " من المؤكد أن العقل الذى لا يؤمن إلا بالإدراك الحسي (الإدراك المادي للحواس)، ينكر طاقة الحب وقدراته . فهو يبدو كشيء من صنع الخيال والوهم . ونحن نسميه بالخداع الذاتي، ومخدر عقول الجماهير، والعبث المثالي، وضلال الوهم غير العلمي . إننا نميل إلى رفض كل النظريات التى تحاول إثبات هيمنة الحب مع القوى الإيجابية الأخرى فى السيطرة على السلوك الإنساني وتحديد الشخصية فى التأثير على أسلوب التطور الحيوي ( البيولوجيا )، والاجتماعي، والعقلي، والأخلاقي، في تحريك اتجاه الأحداث التاريخية ؛ وفى تحديد ملامح الثقافة وسمات المؤسسات الاجتماعية . هذا كله مرفوض في الوسط العلمي المادي، لأنه غير مقنع، وغير علمي، وخرافي، يضر ولا ينفع ..لهذا، يظل العلم والعلماء فى صمت إزاء موضوع الحب، يعترف بعضهم بأنه حقيقة، بينما يرى الآخرون أنه مجرد حبكة طريفة للإيهام بانتحال " معنى " لما ليس له فى الحياة معنى . بل إن البعض يوجه الاتهام إلى الحب، باعتباره متطفل دخيل على علم الأمراض . 
وما من شك، فى أن الحب ليس موضوعاً بسيطا فى التعامل معه . وربما خيل إلى من يقترب من آفاقه، أنه " يخطو حيث تخاف الجنيات أن تمشى " ! إلا أنه من المضحك حقا، أن تظلل تلك القوة النافذة فى الحياة، مجهولة، وخارج نطاق الدراسة والبحث، بل موضع اتهام من علماء الاجتماع .
وربما كان للمخاوف والمحاذير، ما يبررها . فلست أظن أن هناك كلمة أسئ استخدامها مثل كلمة " الحب " .
والشاعر الروائى الفرنسى " فرانسوا فييو " يذم الحقيقة الواقعة على الدوام، وهى أننا " نمنح الفقير كلمة حب تزيده فقرا، لكى ننصرف فى انشراح بعدها إلى المطبخ، ثم نمارس شهواتنا اليومية " .. إن المرء قد " يحب " العقيدة، و " يحب " كعكة التفاح، و " يحب " أبطال اللعبة . قد يرى " الحب " تضحية، أو التزام الواجب . قد يفكر فى " الحب " على أنه فقط علاقة ذكر بأنثى، ودليل على " الحب " الجنسى . وقد لا يعتبره إلا حالة من الصفاء الروحى.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق