يعلمنا ايميل دوركهايم ، في درسه
المنهجي السوسيولوجي، أن ظاهرة اجتماعية ما لكي تكون موضوعا للسوسيولوجيا تشترط،
شرط التمظهر في السلوك اليومي للناس وتتجلى في
شتى مستويات هذا السلوك، وتتسم بالبنيوية بحيث تكون وراء تشكيل البنيات
الذهنية المنتجة للمواقف والمعتقدات والقيم، أن تكون قابلة بنفسها لإعادة أنتاج
ذاتها لتحقق الاستمرارية والامتداد الزمني والمكاني، وان يكون تحليلها كافيا لفك
شفرات ووقائع أخرى تابعة ومحايثة .
وكرة القدم تتوفر على هذه الشروط الابستمولوجية
التي ذكرت، فمي مقتحمة داخل السلوك اليومي وللمجال الذهني للأفراد والجماعات بفضل أدوات
إعلامية متفننة في إبراز كرة القدم، فهذه الرياضة أضحت مقياسا للبطولية والانتصار
والنجاح وحب
الانتماء للفريق والوطن وللجماعات، فهي كما يقول جورج بالوندي، حاشدة لسلوك التماهي مع الإبطال الملحميين والأسطوريين في إطار ملحمة وقداسة مفرطة، بها تعبر المجموعات المسحوقة عن العنف والرفض والثورة، وهي أيضا آلية لتوجيه الثائرين وتبعدهم عن الأهداف السياسية. فمن الناحية السيكولوجية فكرة القدم توفر لنا أحاسيس متنافرة، فالفرد من يحس إحساسا متنافرا بالدونية وبالمسالمة وبالحب والامتنان وبالعدائية، بالفر دانية المتجلية في الاستمناء بالفوز كما يسميه ادغار مورين ، وبالتلذذ الشبقي الجماعي. وبالطابع الجنسي عند فرويد متأصل أيضا في الرياضة وبالأخص في كرة القدم، فإلى جانب الافتتان ، الذي تمت صناعته وإنتاجه انطلاقا من إشكال القمصان الملتصقة على العضلات المفتولة، ومن أشكال الزينة وتسريحات الشعر والتيمة التي تزركش الأحذية وسلاسل الأعناق والأقراط، وصباغة الشعر. هناك الرغبة في الإثارة؛ وهو المكون النفسي الأساسي الضامن لاستمرارية اللعبة و الرغبة. والمرأة هنا التي تأخذ دور المشجعات في هذه اللعبة، يتم استثمارها كقرابين تقدم للمشاهدين، في لحظات توقف المباراة للتخفيف عنهم، من شراسة المنافسة على الملعب.
الانتماء للفريق والوطن وللجماعات، فهي كما يقول جورج بالوندي، حاشدة لسلوك التماهي مع الإبطال الملحميين والأسطوريين في إطار ملحمة وقداسة مفرطة، بها تعبر المجموعات المسحوقة عن العنف والرفض والثورة، وهي أيضا آلية لتوجيه الثائرين وتبعدهم عن الأهداف السياسية. فمن الناحية السيكولوجية فكرة القدم توفر لنا أحاسيس متنافرة، فالفرد من يحس إحساسا متنافرا بالدونية وبالمسالمة وبالحب والامتنان وبالعدائية، بالفر دانية المتجلية في الاستمناء بالفوز كما يسميه ادغار مورين ، وبالتلذذ الشبقي الجماعي. وبالطابع الجنسي عند فرويد متأصل أيضا في الرياضة وبالأخص في كرة القدم، فإلى جانب الافتتان ، الذي تمت صناعته وإنتاجه انطلاقا من إشكال القمصان الملتصقة على العضلات المفتولة، ومن أشكال الزينة وتسريحات الشعر والتيمة التي تزركش الأحذية وسلاسل الأعناق والأقراط، وصباغة الشعر. هناك الرغبة في الإثارة؛ وهو المكون النفسي الأساسي الضامن لاستمرارية اللعبة و الرغبة. والمرأة هنا التي تأخذ دور المشجعات في هذه اللعبة، يتم استثمارها كقرابين تقدم للمشاهدين، في لحظات توقف المباراة للتخفيف عنهم، من شراسة المنافسة على الملعب.
وهنا أيضا الجانب السياسي في اللعبة ، فكرة
القدم هي أسمى مظهر للرياضة السياسية. والسياسة تبدأ قبل وأثناء المباراة، وهي
رائجة داخل دهاليز المؤسسات المسيرة للعبة، والتي أصبحت قراراتها تتسم بالنفاذية
والسلطة، أكثر من قرارات مجلس الأمن أو هيئة الأمم المتحدة، حسب الباحث المختص باسكال
ونيفاس.
فقد نظمت إيطاليا الفاشية سنة 1934 كأس
العالم، من أن اجل أن تفوز به لتخليد النظام والترويج لأيديولوجيته، وسهلت كرة القدم بعد 1952، إعادة اندماج الدول
المندحرة في الحرب العالمية الثانية كألمانيا واليابان، ودخولها منظومة العلاقات الدولية الشرعية، وتحولت كرة
القدم في أمريكا الجنوبية إلى طوطم تحقق به هذه الشعوب الثالثية المفخرة الدولية.
وحسنت الكرة من العلاقات الدبلوماسية بين اليابان وكرويا الجنوبية عقد نهائيات طاس
العالم لسنة 2002، لكنها وشكت على إشعال فتيل خصام دبلوماسي بين مصر والجزائر عقب
اقصائيات كأس العالم 2010، واستثمرها دييغو مارادونا في الترويج للأنظمة المتنافرة
مع واشنطن، ولم يخطئ الجنرال دوجيل عند اندحار فرنسا في الألعاب الاولمبية لسنة 1962
عندما قرر إن " الرياضة هي الآن قضيتي الشخصية"
وعكس
ما خلص إليه روجي ميلا بكون كرة القدم تصنع من أصغر وأفقر بلد؛ أعظم
واقوي بلد، فإن الافتتان بكرة القدم عامة ، هناك بالمقابل مقاومة قوية تشكل،
معرفيا وسياسيا واقتصاديا مملكة الكرة المبنية على مظاهر فظيعة من وإجرامية من
الاستغلال والقهر والوعي السياسي بمؤسسة كرة القدم وبكواليسها وخلفياتها ومخلفات
القرارات المتخذة فيها، هي طريقة نقدية لكي تتحول الكرة الأرضية إلى كرة القدم.
أنصحك بقراءة ايضا
|
|
ما معنى الاستبعاد الإجتماعي
|
|
قصص ونوادر الأمراء .. الفكاهة بثوب الملوك - الجزء الأول -
|
|
البتكوين او عملة المستقبل كل شيء عنها
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق