يفكر أغلب الناس في ضحكم ولا في طبيعته أو ما
يصاحبه من حركة جسدية في الفم او الوجه أو بقية البدن، لانهم يمارسون هذا السلوك
بشكل غريزي تعبيري، ويهتم الباحثون في السلوك البشري بكل تفاصيل الضحك ويحاولون
ربطه بالشخصية وبالثقافة التي كوّنت كل نوع من انةاع الضحك.
والضحك انواع كثيرة، فمنه من يشترك فيه البشر
مع غيرهم من الكائنات الحية، ومنه من يختص به الانسان دون غيره، والخاص بالانسان
متنوع بحسب طبيعته وما يحيط به من ظروف زمانية او مكانية وما يكتنفه من دلالات
مرتبطة بسياق الضحك. وقد كتبت عن الضحك مؤلفات عديدة تناولته من زوايا مختلفة،
ويتم التركيز على الضحك المرتبط بالخوف كون اشد تعلقا بالفكاهة او السخرية.
يعرف الفيبسوف الالماني " كانط"
الضحك على انه انفراج مفاجئ بعد توتر شديد . وهذا التعريف يجعله بمثابة رد فعل
تخلو من المعنىىالذاتي، وبهذا فإن الضحك يمثل ااثارة جسدية جاءت نتيجة لمثير
خارجي، ويصبح الضحك مثل الدغدغة التي تكون الاستجابة فيها مباشرة وآلية عند أغلب
الناس.
الضحك انتصار على الخوف والتوتر
كما عرّف " اندريه موروا" الضحك عند حديثه عن الانسان المعاصر المتحضر،{ إن الضحك حركة مزدوجة، ولهذا يهز الضاحكون- في المرحلة الاولى- فزعنا بشيء او بشخص معين وفي - المرحلة الثانية ندرك ان مايثير خوفنا ليس مرعبا ولا جللا كما نتصور، فنشعر بالطمانينة، إن الضحك يمارس مواجهة مع ما نخشاه، بل وحتى مواجهة مع ما نعجب في بعض الاحيان، فيضحك كل شعب من اكثؤ ما يثير مخاوفه ومن اكثر ما يثير إعجابه}
والتعريف السابق يربط بين الضحك ةالخوف على اساس أن الخوف من أقدم اسباب الوتر واكثرها شيوعان وكأن الضحك يترجم بعد الخوف، الترويح المترتب عن استعادة الشعور بالامان لدى الفرد. والضحك يمثل هنا لذة حسية في الخمول الذي يتبع الحركة ( سكون- مثير- توتر- عودة للسكون- خمول ) ويمكن الاستنتاج بأنه لا يوجد ضحك دون شعور بالامان، فضحك الانسان المحددفي رأي موروا هو نتيجة الانتصار على الخوف وليس سببا له. والانتصار يمثل مرحلة السكون بعد الحركة التي اثارها الفزع.
الضحك، سخرية مصحوبة بالتفوق
ويرى " هوبيز" ان الضحك هة "مجد مفاجئ" ويرى ان السخرية لا يمكن ان تؤدي الى الضحك إلا إذا كانت مصحوبة بشعور التفوق، تجاه ضحية السخرية، وليس هناك تعارض بين ربط الضحك بالخوف او الشعور بالتفوق، لان الضحك نتيجة للشعور بالتفوق يعد حالة خاصة من حالات الضحك بسبب الشعور بالامان، على اعتبار أن السيطرة هي الوسيلة التي استخدمها البشر لتحقيق الامان.
ومن الامثلة مل يقدم ألفريد سوفي، من ان ضحكة الطفل تعكس الشعور بالتفوق على قوانين الطبيعة من خلال التجربة، وهي تجربة تترجم الشعور بالامان من خلال السيطرة عندما يتنبأ الطفل لنتيجة فعله، فعلى سبيل المثال يتنبا بتاثير رمي الحجارة في بركة ماء، فالنتيجة المتوقعة حدوث دوائر مائية بسبب دوي صوتي يحدث عند اصطدام الحجر بالماء.
والمثال السابق يفسر السبب الذي يجعل الضحك من قصة يتم تكرارها عدة مراد يزداد بدل ان ينقص.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق