10‏/11‏/2015

نظريات علم الاجتماع: فكرة " دور المريض "عند تالكوت بارسنز

نظريات علم الاجتماع: فكرة " دور المريض "عند تالكوت بارسنز

سنتناول هذه الفكرة من خلال محورين :
1- تعريف نظرية "دور المريض".
2- العناصر الثلاثة الاساسية التي تركز عليها فكرة "دور المريض"




1- تعريف نظرية الدور:

اتى رائد النظرية الوظيفية سنة 1952، "فكرة دور المريض" لتفسير أنماط السلوك التي يسلكها المريض لتخفيف الآثار الضارة المربكة التي يخلفها المرض. ويرى الوظيفيون عموما ان المجتمع في العادة يعمل بطريقة سلسة وشبه إجتماعية، ومن هنا فإن المرض يمثل نوعا من الخلل ال>ي يؤدي الى إضطراب إنسابية الحالة الاجتماعية الاعتيادية. فالمريض على سبيل المثال، قد لا يستطيع أن يؤدي أدواره الاساسية ولا المؤقتة، أو ربما لا يكون اداؤه  وكفاءته ما جرت به العادة. ولأن المريض لا يقدر على الاداء بالصورة المعتادة عليه، فإن حياة من حوله من الناس يعتليها الاضطراب والارتباك كذلك. فمهمات كثيرة داخل البيت وخارجه تنتظر من يؤديها وتظل ناقصة غير مكتملة.

ويرى بارسنز ان التنشئة الاجتماعية الاولى، هي التي يتعلم منها الإنسان " دور المريض"، وعندما يصيبهم المرض يمارسونه بمساعدة من حوله، ومن هنا انطلق بارسنز لوضح العاناصر المكونة لدور المريض.

2- العناصر الثلاثة الاساسية التي تركز عليها الفكرة:

حسب بارسنز فإن فكرة او نظرية " دور المريض " ترتكز على ثلاثة مكونات اساسية وهي:

1- أن المريض ليس مسؤولا بصفة شخصية عن حالة المرض التي يعانيها، فالمرض وفق هذا المفهوم إنما هو نتيجة لاسباب بدنية فوق طاقته، ولا علاقة بين بدايات المرض وسلوك الانسان وأفعاله الشخصية.

2- إن للشخص المريض حقوقا وإمتيازات معينة، من بينها حقه في التخلي عن مسؤولياته الاعتيادية. وهو بالتالي يستحق الاعفاء من اداء واجباته او ادواره أو انماط  معينة من السلوك. فالمريض على سبيل المثال قد يعفى من  بعض الواجبات التي كان يقوم بها في العادة داخل المنزل. وأيضا قد يتسامح معه الاخرون في تصرفات مستهجنة او عير مقبولة في الاحوال العادية، كما أنه يكتسب الحق فيان يلزم الفراش أو ان يتغيب عن العمل بسبب المرض.

3- ينبغي على المريض ان يعمل على استعادة صحته بغستشارة خبير طبي، وان يقبل بأن يتحول الى مريض. ودرو المريض دور مؤقت ومشروط بسعي المريض الى الشفاء واستعادة عافيته، وينبغي على هذا الاساس أن يعطي مرضه طابع الشرعية بشهادة او تقرير يسلم له من خبير طبي مهني بعد الكشف عليه. ويجب على المريض في هذه الحالة أن يبدي التعون مع الطبيب بغتباع ما يحدده هذا الاخير لم من تعليمات ووصفات للمعالجة والدواء. أما المريض الي يرفض استشارة الطبيب، او ان يخضع للسلطة الطبية، فإنه يقوض الاساس الذي يقوم عليه  دور المريض.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق